روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | مصروف ابنك...أكثر من مجرد مال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > مصروف ابنك...أكثر من مجرد مال


  مصروف ابنك...أكثر من مجرد مال
     عدد مرات المشاهدة: 2338        عدد مرات الإرسال: 0

تحرص -بدور حسين- على إعطاء أطفالها أثناء ذهابهم للمدرسة كل شيء من المنزل من سندوتشات وعصائر وحلويات مصنعة بالمنزل، ولاترى بذلك لمصروف الجيب أهمية بالنسبة لهم، وهو أمر لايرضى أبنائها.

وتقوم -أميرة محمد- بشراء ما يريده أبناؤها أثناء إصطحابها لهم إلى المدرسة، لتكون على علم بما يتناولونه حفاظا على صحتهم ولعدم ضياع المصروف، ولا يلقى تصرفها هذا قبولا لديهم.

أما -ثريا إبراهيم- فيتعامل بوفيه مدرسة أبنائها بنظام الكوبونات المحددة القيمة الثابتة بشكل يومي، فيعطي الطفل البون للبوفيه ويعطيه السلعة المناسبة للقيمة، ويتذمر أبناؤها من هذا النظام، لأنهم يريدون الحصول على مصروفهم الخاص لشراء ما يريدون.

هذه الأمثلة وغيرها جعلتنا نتسائل عن أهمية مصروف الجيب بالنسبة للصغار، وما هو السن المناسب لإعطائهم للمصروف؟.. وهل للمصروف قيمة غير قيمته المادية؟.

تقول أخصائية الإرشاد التربوي أمينة الناشط: إن مصروف الجيب يصبح إلى حد ما ضروريًا ولا مفر منه إبتداء من مرحلة معينة من مراحل الطفولة يمكن تحديدها في سن السادسة أو السابعة، وليس قبل هذه السن، لأن الطفل يكون غير مدرك لقيمتها ولا تعني له شيئا.

وتضيف أمينة الناشط إن حصول الطفل على النقود ووجودها في جيبه لفترة من الوقت تجعله يحس بأنه إقترب من عالم الكبار، وهذا يكسبه نوعا من الثقة في النفس والإحساس بأنه أصبح أهلا للمسؤولية ويتحمل جزءًا ولو بسيطًا من مصاريفه.

ومن جانبه يرى الإستشاري الأسري أحمد عبد الله أن إعطاء المصروف للطفل يجب أن لا يتأثر بوضع الأهل الإقتصادي سواء بالثراء أو الفقر.

ويوضح ذلك بأن إعطاء المصروف للطفل يتعلق بقضية تربوية هامة وهي تدريب الطفل على تعاملاته الإقتصادية وكيفية إدراته لشؤونه المالية بصرف النظر عن أوضاع الأهل الإقتصادية.

¤ خطأ المصروف الكبير:

ويلفت عبد الله إلى خطأ لاحظه من واقع عمله مع مدارس معروفة بمستوى طلابها المادي المرتفع، وهو: بعض الأطفال الصغار كنت ألاحظ وجود مبالغ كبيرة من المال معهم إلى جانب وجود بطاقات الفيزا كارد مع بعضهم.

ويصف هذا التصرف بسوء توجيه من الأهل لأبنائهم في مراحل عمرية مبكرة، مشددا على ضرورة توجيههم للتقدير الأمثل للنقود والإحساس بقيمتها.

ويقول إن هناك أهلا يعدون من الأثرياء، ومع ذلك يوجهون أطفالهم بطريقة حكيمة ويشعرونهم بقيمة النقود من خلال تدريبهم على صرف المال بشكل صحيح ومدروس.

¤ إتخاذ القرار:

وحول الأهل الذين يقومون بتزويد أطفالهم بوجبة الإفطار وما يحتاجه الطفل من حلويات وعصائر تقول أخصائية التربية والإرشاد الاسري عريب أبو عميرة: إن هذا خطأ يقع فيه الأهل، لأن إعطاء المصروف للطفل ليقوم بشراء ما يعجبه يعزز في نفسه القوة في إتخاذ القرار وليس القبول بما يفرض عليه.

وتضيف أن هذا الأمر يعزز لدى الطفل الإعتماد على الأهل، الأمر الذي يحذر منه جميع التربويين، مع إشارتها إلى أنه لا يوجد ما يمنع من أن تقوم الأم بإعطاء الطفل السندويشات إذا خشيت ألا يشتري دائما ما يفيد صحته، مع التأكيد على إعطائه المصروف بكل الحالات.

¤ مصروف يومي أم أسبوعي؟

وحول أيهما أفضل: المصروف اليومي أو الأسبوعي؟.. تقول الدكتورة منال عمر إستشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس: في سن 4 سنوات، وهو متوسط السن الذي يذهب فيه أبناؤنا إلى المدرسة، يبدأ بالحصول على مصروف يومي، إلى أن يصل إلى سن تسع أو عشر سنوات، حينها نبدأ في إعطائه مصروفًا أسبوعيًا.

وتضيف: في البداية سيقوم بإنفاقه كله في اليوم الأول، ويبقى بدون مصروف لبقية الأيام، ومن تجربته هذه سيتعلم أن له ميزانية محددة يجب أن يسير عليها، وأن يُقسم ما معه من نقود على أيام الاسبوع.

وتستطرد: المشكلة أن العديد من الامهات يرتكبن خطأ تعويض الطفل وإمداده بالمزيد من النقود في حالة نفاذ مصروفه، وهذا خطأ كبير لأن الطفل هنا لا يعرف كيفية التعود على التصرف في حدود ما هو متاح له.

¤ التعويد على الإعتدال:

وفي حالة إنفاق الابن للمصروف في أشياء غير مفيدة تقول الدكتور منال إنه على الأم إذا وجدت طفلها أنفق مصروفه في أشياء لا يحتاجها لمجرد الإنفاق، أن تقف منه موقفًا حاسمًا، وتعاتبه بأن تمنع عنه المصروف ليوم أو يومين حتى لا يشب شخصاً مسرفا، كما عليها أن تتجنب إنشاء علاقة شرطية بين ذهاب إبنها للمدرسة وبين حصوله على المصروف فهذا خطأ، فلنفرض أنها في يوم لم تتمكن من توفير مصروفه بسبب ظرف أو آخر، فما سيحدث هو أنه سيذهب إلى المدرسة وهو يشعر بأنه واقع تحت ضغط عدم وجود مصروف معه، وأن هناك شيئا هاما ينقصه قد يأخذ كل تفكيره ويعيقه عن التركيز في الدرس، وهذا خطأ، لهذا عليها ألا تجعل مصروف ابنها اليومي ذا قيمة ثابتة، بالإضافة إلى دمج مصروف يومين في يوم واحد كأن تقول لابنها -لن أعطيك مصروفا اليوم ولكن سأعطيك غدا مصروف يومين- وذلك حتى يعتاد الطفل على التعامل مع كافة الظروف التي تواجهه.

الكاتب: بدرية طه.

المصدر: موقع رسالة المرأة.